اسلام

سورة البلد مكية أم مدنية

سبب نزول سورة البلد ، الأول هو تذكُر البشر بأحداث يوم القيامة وتهويله، سورة البلد واحدة من السورة المكية، تكون السورة الـ 90 في ترتيب السور، وتتكون من 20 آية قرآنية، أقسم فيها الله «عز وجل» بالبلد، والمقصود هنا بلد سيدنا محمد «عليه أفضل الصلاة والسلام»، تعزيزًا له ورفعًا لمقامه، وتوضيحًا للكفار بأن أذية سيدنا محمد من الفظائع والكبائر عند الله «سبحانه وتعالى».

سورة البلد مكية أم مدنية

سورة البلد مكية أم مدنية

  • أجمع الكثير من المفسرين على أن سورة البلد مكية، فقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (وهي مكية كلها بإجماعهم)، وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (وهي مكّيّةٌ بلا خلافٍ، وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة {لا أقسم بهذا البلد} بمكّة)، وأخرج ابن مردويه عن ابن الزّبير مثله)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (مكية اتفاقًا).
  • كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهي مكّيّةٌ وحكى الزّمخشريّ والقرطبيّ الاتّفاق عليه واقتصر عليه معظم المفسّرين…).
  • وعن ترتيب نزول سورة البلد، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ ([نزلت بعد ق])، كما قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (نزلت بعد ق)، وقَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ونزلت بعد سورة ق ونزلت بعدها سورة الطارق)، كما قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وقد عدّت الخامسة والثّلاثين في عدد نزول السّور، نزلت بعد سورة ق وقبل سورة الطّارق).
  • سميت سورة البلد لأن اللَّه تعالى أقسم في فاتحتها بالبلد الحرام (مكة) الذي شرفه اللَّه بالبيت العتيق، وجعله قبلة المسلمين، تعظيما لشأنه.
اقرأ أيضًا:

فترة الوحي

  • نزلت هذه السورة في الفترة التي بدأ فيها كفار مكة في معارضة النبي صلى الله عليه وسلم .

موضوع السورة

  • محور هذه السورة المكية الحديث عن سعادة الإنسان وشقاوته، ومنهجه في اختيار أحد الطريقين.
  • بدأت بالقسم بالبلد الحرام- مكة أم القرى، التي يأمن الناس فيها، تنبيها على عظمة قدرها، سواء في حال الإحرام أو الحل، وتنويها بموطن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وتعظيم تحريم إيذائه في البلد الأمين، ثم ذكرت المقسم عليه وهو أن حال الإنسان في الدنيا في نصب وتعب: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ..
  • وقد أقسم سبحانه بالبلد الحرام، وحال كون النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مقيم فيه، إظهارا لمزيد فضله، وإشعارا بأن شرف المكان بشرف أهله، و تنبيها على كرامة أم القرى وشرفها عند اللَّه تعالى لأن فيها بيته الحرام قبلة المسلمين، وهي بلد إسماعيل ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وفيها مناسك الحج، ثم أقسم الله تعالى بكل والد ومولود من الإنسان والحيوان، تنبيها على عظم آية التناسل والتوالد، ودلالتها على قدرة اللَّه وحكمته وعلمه.
  • وقد ركزت هذه السورة موضوعها في بضع الجمل المختصرة، عبر شرح الموقف الحقيقي للإنسان في العالم، مع الإشارة إلى أن حياة الإنسان في هذا العالم مليئة دائمًا بالكد والنضال مما يهيئه لمواجهة المتاعب والصعوبات، وأن الله قد أظهر للإنسان طريق الخير والشر، وقد رزقه الله سبحانه وتعالى الحكمة والقدرة على الاختيار ما إذا كان يختار طريق الفضيلة ويصل إلى السعادة أو يتبنى طريق الشر ويلتقي بالهلاك. في الجزء التالي من هذه السورة،  تم تعداد عدد قليل من أعظم النعم الإلهية التي كرم بها الله الإنسان من العينين واللسان والشفتين.
  • وتنصح الآيات الناس بعد ذلك بالتخلي عن الإنفاق على التباهي والتفاخر، والعمل على مساعدة الأيتام والمحتاجين، وإنفاق المال في جهات البر والخير، مع التفرقة بين فريقي الايمان والكفر يوم القيامة وما ينتظر أهل اليمين وأهل الشمال في اليوم الموعود.

ما اشتملت عليه السورة من آيات:

  • ابتلاء الإنسان بالتعب واغتراره بقوته وماله [سورة البلد (90) الآيات 1 إلى 7] .
  • مبدأ الاختيار وطريق النجاة في الآخرة [سورة البلد (90) الآيات 8 إلى 20] .

المراجع

alim
jamharah
al-maktaba

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى