المزيد

سيرة ذاتية لجبران خليل جبران

سيرة ذاتية لجبران خليل جبران

بداية الـ”سيرة ذاتية لجبران خليل جبران”

وُلد شاعرنا في قرية بشري الواقعة في لبنان في السادس من شهر يناير عام 1883م، وترعرع في كنف الطبيعة الخلابة التي تمتاز بها لبنان، فاكتسب جمالًا روحيًا رائعًا ترجمه إلى أبياتٍ شعرية عذبة ورسومات ساحرة، وقد تميز جبران منذ صغره في الدراسة وعُرف عنه الذكاء الشديد، وكان والده يعمل في جمع الضرائب وكان مدمنًا على الكحول والقمار، الأمر الذي جعله يغرق في الديون، مما جعله يحاول الاختلاس من عمله فأُلقي القبض عليه وزُجّ به في السجن، فنزل الهم والحزن في قلب جبران، وأُجبرت أمه على أخذه هو والعائلة والسفر بهم إلى بوسطن التي كانت نقطة البداية في سماء الإبداع بالنسبة لشاعرنا.

شاهد أيضًا: ملخص رواية بارادايم

جبران الرسًام

انضم جبران خلال إقامته في بوسطن إلى إحدى المدارس الشعبية ودرس فيها أُسس اللغة الإنجليزية، وهناك ظهرت موهبته في الرسم، وأرادت إحدى المعلمات بالمدرسة أن تنمي هذه الموهبة بداخله، فقامت بالتوصية به عند أحد المهتمين بتنمية مهارات الصغار والشباب، وبالفعل أظهر جبران تفوقًا واضحًا في تعلم أُسس الرسم.

جبران المُصوّر

بعد إتقان جبران لمهارات الرسم وأصبح متمكنًا منها، ظلّ مشتاقًا إلى وطنه “لبنان” وأراد أن يعود إليه مرةً أخرى، وبالفعل بعد ثلاثة أعوام منبقائه في بوسطن عاد إلى لبنان وانضم إلى معهد الحِكمة في بيروت وقام بتطوير مهاراته في اللغة العربية، ثم عاد مرةً أخرى إلى بوسطن بسبب تلقيه خبر وفاة أخيه وأخته، ولم يمضِ من الوقت الكثير قبل أن تفارق أمه الحياة، فحزن جبران حزنًا شديدًا، وفي ظل هذه الأجواء الصعبة طفت موهبةٌ جديدةٌ لجبران وهي موهبة التصوير، حيث استطاع إقامة أول معرض صور له وحقق نجاحًا بالغًا.

حياة جبران الأدبية

لم تكن بداية جبران الأدبية عن طريق الشعر، بل كانت كتابة المقالات هي الطريق الذي قاده إلى التحدث لشريحةٍ كبيرةٍ من القرّاء، وذلك بعد نشره أولى مقالاته التي حملت اسم “رؤيا”، وقد لاقت هذه المقالة استحسان الكثيرين من القرّاء، الأمر الضي شجع جبران كثيرًا وجعله يقوم بنشر سلسلة من المقالات تحت اسم “رسائل النار” وبعد ذلك نشر مقالةٍ طويلةٍ أطلق عليها اسم “الموسيقى”، واستطاع جبران من خلال مقالاته أن يصنع قاعدة جماهيرية جيدة جدًا مهدت الطريق له خلال مراحل تطوره الأدبي.

بعد تشبع جبران خليل جبران من كتابة المقالات، ورغبته في تأسيس كيان يخدم أهدافه وأفكاره، وجد جبران الحافز الذي جعله يتخذ خطواتٍ جادة في طريق تأسيس مؤسسة أدبية حملت اسم “الرابطة القلمية”، وكان هذا الحافز هو مشاركة العديد من الشعراء والأدباء ثِقال القدر في هذا الوقت مثل: إيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة وعبد المسيح حداد، وقد ساهمت هذه الرابطة في إظهار العديد من المؤلفات الأدبية كانت أبرزها مؤلفات جبران خليل جبران التي أطلق عليها اسم “البدائع والطرائف”.

مؤلفات جبران خليل جبران

استطاع جبران خليل جبران أن يترك إرثًا كبيرًا من المؤلفات الأدبية التي عكست ثقافته وذوفه الرفيع وإبداعه المميز، ولم تكن مؤلفات جبران في مجال الشعر العربي فقط بل كانت له مؤلفات قصصية وكتب ومقالات، هذا بجانب رسوماته الإبداعية التي كان يعرضها في متاحف باريس، ومن أمثلة هذه المؤلفات:

  • كتب جبران خليل جبران: تنوعت المجالات التي كتب فيها أديبنا المبدع، وتميزت أعماله بالروعة والدقة في اختيار الألفاظ واللعب على أوتار النفس، ومن أمثلة هذه الكتب:
    • دمعة وابتسامة: صدر هذا الكتاب عام 1914م وكان له وقعًا مميزًا على قلوب القرّاء فأصبح من اجمل الكتب التي كتبها جبران خليل جبران.
    • الأجنحة المتكسرة: صدر هذا الكتاب عام 1912م وهو نتمي إلى عائلة القصص الروائية، حيث يكون الكاتب هو بطل القصة ويتحدث على لسان البطل، وهي من القصص الرومانسية الجميلة التي قدمت نوعًا جديدًا من مغامرات العشاق.
    • البدائع والطرائف: صدر هذا الكتاب عام 1923م وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التي كتبها جبران من أجل التغزل في الطبيعة الساحرة، حيث أثرت طفولته ونشأته في طبيعة لبنان الخلابة على هذا العمل تحديدًا.
  • قصائد جبران خليل جبران الشعرية: ترك شاعرنا المبدع إرثًا كبيرًا من القصائد الجميلة كما هو الحال مع المقالات والكتب الأدبية ومن أمثلة هذه القصائد:
    • قصيدة “الحب روح أنت معناه”: من قصائد جبران الرومانسية الخالدة التي كُتبت بعذوبةٍ منقطعةٍ النظيره وألفاظٍ سلسة على القلوب.
    • قصيدة “أعطني الناي”: من أشهر قصائده التي قامت الفنانة “فيروز” بغنائها، واشتهرت هذه القصيدة كثيرًا بسبب نغمها الموسيقي الجذاب.
    • قصيدة “سلام على القدس الشريف ومن به”: لم تكن قصائد جبران من أجل الحب والغزل فقط، بل حاول جاهدًا أن يعبر عن مشاكل عصره، وهذه القصيدة من القصائد التي كتبها من أجل أهل القدس المحتل.

نهاية سيرة ذاتية لجبران خليل جبران

غادر جبران خليل جبران السماء الدنيا في العاشر من شهر أبريل من عام 1931م عن عمرٍ ناهز الـ48 عامًا، وقد عانى شاعرنا المبدع من مرض مزمن قبل وفاته وهو التليف الكبدي وكان يتعالج في نيويورك.

سردنا لحضراتكم في هذا المقال سيرة ذاتية لجبران خليل جبران منذ ميلاده مرورًا بالتجارب التي عاصرها في حياتها، كما وضحنا المحطات التي غيرت تفكير وشخصية الشاعر على مدار رحلته، وتحدثنا عن أهم الكتب والقصائد التي خلد بها الشاعر اسمه في أذهان عشاق الأدب العربي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى