صحة الجهاز الهضمي

أعراض ارتجاع المريء الصامت

في عالم الأمراض والمشاكل الصحية، يظهر بعضها بشكل هادئ دون أي جلب للانتباه، وأحد تلك الظواهر هو ارتجاع المريء الصامت، والذي يختلف كثيرًا عن الارتجاع المعدي المريئي المعتاد. في هذا المقال، سنستكشف ملامح هذا الوضع الصحي الغامض ونلقي نظرة على كيفية التعامل معه.

ارتجاع المريء الصامت لدى البالغين

في عكس مرض الارتجاع المعدي المريئي، الذي يظهر بأعراض واضحة، يبقى ارتجاع المريء الصامت في الخفاء. لكن ليس دائمًا، فهناك بعض الحالات التي تترافق مع أعراض ملحوظة، وتختلف هذه الأعراض باختلاف الأعمار.

في هذا السياق، يمكن تلخيص أبرز الأعراض التي قد تظهر عند البالغين كالتالي:

  • سعال مزمن.
  • إلتهاب الحلق.
  • بحة في الصوت أو تورم في الحبال الصوتية.
  • صعوبة في البلع.
  • الشعور بوجود جزيئات الطعام عالقة في الحلق.
  • الشعور بطعم مر في مؤخرة الحلق.
  • المعاناة من التنقيط الأنفي الخلفي.
  • صعوبة في التنفس.

مهم جداً أن نذكر أنه قد لا تظهر جميع هذه الأعراض في وقت واحد، حيث يمكن للفرد أن يعاني من عرض واحد أو اثنين فقط.

ارتجاع المريء الصامت لدى الأطفال والرضع

الارتجاع الصامت يكون شائعًا جداً لدى الرضع، وذلك بسبب ضعف عضلات المعدة والمريء، وقصر المريء، وغيرها من التحديات التي يواجهها هؤلاء الصغار. يظهر الارتجاع بأعراض خاصة تختلف عن تلك التي يعاني منها البالغون.

من بين أبرز العلامات والأعراض لارتجاع المريء الصامت عند الأطفال والرضع:

  • صعوبة الرضاعة.
  • زيادة في البصق.
  • بحة في الصوت.
  • السعال المستمر.
  • مشاكل في الأكل، مثل استنشاق الطعام في الرئتين.
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • الشخير أثناء النوم.
  • تنفس بصوت عالٍ ومسموع.
  • الإصابة بالربو.
  • عدم القدرة على النمو بشكل طبيعي أو صعوبة في اكتساب الوزن.
  • القيء.

إذا لاحظت أي من هذه الأعراض، يفضل استشارة الطبيب لاستبعاد أي قلق صحي.

الفرق بين الصمت والحرقة

من المهم أن نفهم الفارق بين أعراض ارتجاع المريء الصامت ومرض الجزر المعدي المريئي. حيث يتميز الأخير بحرقة الفؤاد وألم الصدر الحارق، بسبب الارتجاع الحمضي.

في حالات الارتجاع الحنجري البلعومي، لا يعاني المرضى من حرقة الفؤاد والارتجاع الحمضي بنفس الشكل. في بعض الأحيان، يمكن للشخص أن يعاني من كليهما في نفس الوقت.

علاج الصمت: بساطة وفعالية

تحكم العديد من الحالات في أعراض ارتجاع المريء الصامت عن طريق تغيير بعض العادات اليومية، مثل:

  • التخلص من الوزن الزائد.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • تقليل استهلاك الكافيين.
  • تجنب الأطعمة المحفزة للاعراض، مثل الشوكولاتة والمشروبات الغازية والأطعمة الحارة.
  • عدم تناول الطعام قبل النوم.

وفي بعض الحالات، يحتاج المريض إلى اللجوء إلى الأدوية أو إجراء تدخل طبي. تشمل الأدوية:

  • مثبطات مضخة البروتون، مثل إيزوميبرازول.
  • حاصرات مستقبلات الهيستامين -2، مثل السيميتيدين.
  • مضادات الحموضة.

أما الإجراءات الطبية، فتشمل تثبيت الجزء العلوي من المعدة لتعزيز الصمام بين المريء والمعدة، وفي حالات أخرى، وضع حلقة تيتانيوم حول المريء لتقويته.

صمت ارتجاع المريء ليس حديثًا صاخبًا، ولكنه يحمل في طياته قصصًا كثيرة. إن فهم الأعراض والعلاجات المتاحة يلعب دورًا هامًا في التغلب على هذا التحدي الصحي. يجب على المتأثرين البحث عن المساعدة الطبية عند الحاجة واتخاذ الخطوات الضرورية للعيش بصحة جيدة وبسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى