الجلطة الرئوية: أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها

تعتبر الجلطة الرئوية من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على صحة الإنسان، وتعد من الأسباب الرئيسية للوفيات في جميع أنحاء العالم. وتحدث الجلطة الرئوية عندما يتكوّن تجمع من الدم في الشرايين الرئوية، مما يعيق تدفق الدم ويؤدي إلى تلف الأنسجة الرئوية وتدهور صحة الجسم بشكل عام. ويمكن الإصابة بالجلطة الشريانية بسبب عدة عوامل مختلفة، ومن بينها عوامل وراثية ونمط الحياة وأمراض القلب والأوعية الدموية. في هذا المقال، سنتحدث عن أسباب الجلطة الرئوية وأعراضها وطرق الوقاية منها، بما في ذلك العلاجات المتاحة والتغييرات النمطية التي يجب اتباعها لتقليل خطر الإصابة بهذه الحالة الصحية الخطيرة.

ما هي الجلطة الرئوية وما هي أسبابها؟

الجلطة الرئوية هي حالة طبية تحدث عندما يتشكل تجمع من الدم في الشرايين الرئوية، مما يعيق تدفق الدم ويؤدي إلى احتباس الدم وتلف الأنسجة الرئوية. ويعد تكوّن الجلطة الشريانية من أخطر الأمراض الناتجة عن تجلط الدم، وتشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان.

وتحدث الجلطة الرئوية نتيجة لعدة أسباب، من بينها:

• العوامل الوراثية: حيث يمكن أن تكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالجلطة الرئوية بسبب وراثتهم.
• التدخين ونمط الحياة السيئة: حيث يمكن أن تزيد العادات السيئة مثل التدخين والتغذية غير الصحية وقلة الحركة خطر الإصابة بالجلطة الشريانية.
• أمراض القلب والأوعية الدموية: حيث يمكن أن ترتبط بعض أمراض القلب والأوعية الدموية بزيادة خطر الجلطة الرئوية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب التاجية.
• العوامل النسائية: حيث يمكن أن يكون خطر الإصابة بالجلطة الشريانية أعلى لدى النساء خلال فترات معينة، مثل الحمل والولادة واستخدام الهرمونات النسائية.

ويمكن أن تتفاوت درجة خطورة الانسداد الشرياني الرئوي وشدتها بشكل كبير، وتعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك العمر وتاريخ الأمراض السابقة وحالة الصحة العامة.

أعراض الجلطة الرئوية وكيفية التعرف عليها

الأعراض الشائعة للجلطة الرئوية تشمل:

• ضيق التنفس: يمكن أن يكون ضيق التنفس شديدًا ويشبه الشعور بالانتفاخ أو الاختناق ويمكن أن يحدث دون سبب واضح.
• الألم في الصدر: يمكن أن يحدث الألم في الصدر المفاجئ ويزداد بالتنفس العميق أو السعال.
• السعال: قد يحدث سعال جاف أو يصاحبه بلغم رغم عدم وجود عدوى تنفسية.
• الدوخة: يمكن أن تحدث الدوخة أو الإغماء نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى المخ.
• ضعف الجسم: قد يشعر المريض بالضعف العام والتعب الشديد.

ويمكن التعرف على الجلطة الشريانية من خلال الأعراض المذكورة أعلاه، وخاصةً في حالة حدوث هذه الأعراض بشكل مفاجئ وغير مبرر، وخاصةً للأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر الجلطة الرئوية.

تشخيص الجلطة الرئوية و الفحوصات المستخدمة

يتم تشخيص الجلطة الرئوية من خلال عدة فحوصات واختبارات، وتشمل هذه الفحوصات:

• فحص الدم: يتم فحص الدم لقياس مستويات بعض البروتينات والأجسام المضادة التي قد تشير إلى وجود جلطة الرئوية.
• التصوير بالأشعة السينية: يمكن استخدام الأشعة السينية للصدر لتحديد ما إذا كانت هناك أي تغيرات في الرئة، مثل تلف الأنسجة الرئوية أو احتشاء الشرايين.
• التصوير بالمقطع العرضي للجسم (CT scan): يمكن استخدام CT scan لإنتاج صور مفصلة للرئتين، ويمكن أن يكشف عن تجمع الدم في الشرايين الرئوية وحجم الجلطة الشريانية.
• التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound): يمكن استخدام الأمواج فوق الصوتية لتحديد حجم الجلطة الرئوية وموقعها.
• التصوير النووي (Nuclear Imaging): يمكن استخدام التصوير النووي لتحديد تدفق الدم وانسداد الشرايين الرئوية.
• القسطرة القلبية (Cardiac catheterization): يمكن أن يستخدم هذا الاختبار في حالة عدم وضوح التشخيص أو عدم فعالية العلاجات الدوائية المتاحة، حيث يتم إدخال قسطرة في الشرايين الرئوية لتشخيص وعلاج جلطة الرئوية.

الخيارات المتاحة لعلاج الجلطة الرئوية

تختلف خيارات علاج الجلطة الرئوية اعتمادًا على حالة المريض ودرجة خطورة الجلطة، وتشمل الخيارات التالية:

• الأدوية المضادة للجلطات: تعمل هذه الأدوية على منع تشكيل جلطات جديدة وتحلل الجلطات الحالية، ويشمل ذلك الهيبارين والوارفارين والدابيجاتران والريفاروكسابان والأبيكسابان.
• المضخات الموضعية للهيبارين: تستخدم هذه الأدوية عن طريق حقن صغيرة تحت الجلد لمنع تشكيل جلطات جديدة.
• الأدوية المسيلة للدم: تستخدم هذه الأدوية لمنع تجلط الدم وتحسين تدفق الدم في الجسم، ومن هذه الأدوية الأسبرين والكلوبيدوجريل.
• الإجراءات الجراحية: في حالة تحسنت حالة المريض بعد العلاج الدوائي اللازم، يمكن إجراء العمليات الجراحية، مثل الإستئصال الجزئي للرئة لإزالة الجلطات الكبيرة أو فتح الشرايين المغلقة.
• العلاج الإشعاعي: يمكن استخدام العلاج الإشعاعي في بعض الحالات لإزالة الجلطات الكبيرة.

كيفية الوقاية من الجلطة الرئوية

يمكن تقليل خطر الإصابة بالجلطة الرئوية والوقاية منها عن طريق اتباع بعض الإجراءات الوقائية البسيطة، وتشمل هذه الإجراءات:

• يجب تجنب التدخين والاعتدال في تناول الكحول، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بشكل منتظم، وتناول الأطعمة الصحية والمتوازنة.
•  يجب تجنب السمنة والحفاظ على وزن صحي من خلال تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
• يجب الوقوف والتحرك بشكل منتظم عند الجلوس لفترات طويلة، مثل العمل على الكمبيوتر لفترات طويلة أو السفر الطويل.
• يمكن استخدام الضغط الطبي للساقين لتحسين تدفق الدم وتقليل خطر الجلطات.
• في بعض الحالات، يمكن للأطباء وصف الأدوية المضادة للجلطات للأشخاص الذين يعانون من خطر عالٍ للإصابة بالجلطة الرئوية.
• يجب على الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر الانسداد الشرياني الرئوي مراجعة الطبيب بشكل منتظم لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد الإجراءات الوقائية المناسبة.

المضاعفات الناتجة عن الجلطة الرئوية

قد تسبب الجلطة الرئوية عدة مضاعفات خطيرة ومميتة، ومن بين المضاعفات الشائعة:

• انسداد شديد للشرايين الرئوية: حيث يؤدي الجلطة إلى انسداد الشرايين الرئوية وقد يؤدي ذلك إلى فشل القلب وصعوبة التنفس.
• اضطرابات النظم القلبية: يمكن أن تتسبب الجلطة الرئوية في اضطرابات النظم القلبية، مما يؤدي إلى تسارع أو بطء ضربات القلب.
• الانتان الرئوي: قد يؤدي انسداد الشرايين الرئوية بسبب الجلطة إلى عدم توزيع الدم بشكل كافي في الرئتين، مما يؤدي إلى نمو الجراثيم والبكتيريا في الرئتين.
• فشل الجهاز التنفسي: يمكن أن يؤدي الانسداد الشديد للشرايين الرئوية بسبب الجلطة إلى فشل الجهاز التنفسي وصعوبة التنفس.
• الوفاة: في حالة عدم تشخيص وعلاج الانسداد الشرياني الرئوي بشكل صحيح وفوري، يمكن أن تتسبب الجلطة في الوفاة.

تعد الجلطة الرئوية حالة طبية خطيرة تستدعي التعرف على أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها. يمكن تشخيص الانسداد الشرياني الرئوي عن طريق الفحوصات الطبية وتتوفر خيارات متعددة لعلاجها، ويجب اتباع النصائح الهامة لتجنب المضاعفات وضمان الشفاء السريع. إذا كنت تعاني من أعراض غير طبيعية، فيجب عليك الذهاب إلى الطبيب فورًا لتحديد السبب والعلاج المناسب.