طب وصحة

أهم طرق علاج مرض اعتلال الدماغ الكبدي

يُعد اعتلال الدماغ الكبدي (Hepatic Encephalopathy)، الذي يشار إليه أحيانًا باسم اعتلال الدماغ البابي الجهازي، هو حالة تؤدي إلى تدهور مؤقت في وظائف المخ لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكبد المتقدمة، فما هي طرق علاج هذه الحالة؟ هذا ما سنعرفه مع موقعي. عندما يتلف الكبد، لا يمكنه إزالة المواد السامة من الدم، وتتراكم هذه السموم ويمكن أن تنتقل عبر الجسم حتى تصل إلى العقل، مما يتسبب في أعراض عقلية وجسدية.

 

علاقة اعتلال الدماغ الكبدي بحالة الكبد الصحية

غالبًا ما يظهر مرض الدماغ الكبدي عند الأشخاص المصابين بأمراض الكبد المزمنة، وأي شيء يضر بالكبد على مدار سنوات عديدة، مثل تعاطي الكحول لفترات طويلة، أو التهاب الكبد المزمن، حيث يمكن أن يتسبب في تكوين نسيج ندبي، وعندما يحل النسيج الندبي الصلب محل الأنسجة الرخوة والصحية، يبدأ شيئين في الحدوث:

  1. لا يمكن للنسيج الذي حدث له تندب أن يقوم بتحويل السموم إلى مواد غير سامة بشكل طبيعي كما يفعل الكبد السليم.
  2. يمكن للأنسجة المتندبة أن تمنع تدفق الدم عبر الكبد مسببة ارتفاع ضغط الدم في الأوردة داخل وحول الكبد، وتُعرف هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم البابي.
  • عندما يصعب على الكبد القيام بعملية التخلص من السموم الموجودة في الدم، أو في حالة وجود صعوبة في تدفق الدم خلال الكبد، وقتها تبقى السموم داخل مجرى الدم حتى تصل إلى عقلك.
  • الأمونيا، التي ينتجها جسمك عند هضم البروتينات، هي أحد السموم التي عادةً ما يجعلها الكبد غير ضارة، ولكن عندما تتراكم الأمونيا، أو مجموعة من المواد السامة الأخرى في جسمك، وعندما لا يعمل الكبد بشكل جيد، قد يؤثر ذلك على عقلك، ويسبب اعتلال الدماغ.

 

ما هي مراحل مرض الدماغ الكبدي؟

يتم الحكم على شدة مرض الدماغ الكبدي وفقًا للأعراض التي تظهر عليك، وتشمل ما يلي:

الدرجة صفر

  • الدرجة صفر هي أخف مرحلة من مراحل اعتلال الدماغ، ومن الصعب جدًا اكتشاف هذه المرحلة؛ لأن التغييرات في ذاكرتك وتركيزك وأدائك الفكري ضئيلة جدًا لدرجة أنها قد لا تكون ملحوظة ظاهريًا، حتى بالنسبة لك.
  • يمكن أن يتأثر التنسيق، وقد يؤثر على قدرتك على قيادة السيارة، وإذا كان أداؤك في العمل ضعيفًا مؤخرًا، أو ارتكبت عددًا من المخالفات المرورية أثناء القيادة، فسيكون من المفيد لفت انتباه الطبيب إلى ذلك، قد تتم إحالتك إلى اختبارات خاصة، تسمى الاختبارات العصبية النفسية، لتقييم قدراتك على التفكير من خلال القيام بعدد من المهام المصممة خصيصًا.
  • لذلك، إذا كشف اختبارك عن وجود قصور في التركيز، أو الإدراك، فمن المحتمل أن تكون هناك زيارات متابعة متكررة لمتابعة حالتك عن قرب، ولا توجد حاليًا أي أدوية معتمدة لعلاج هذه الدرجة من اعتلال الدماغ الكبدي.

الدرجة الأولى

  • يحدث اعتلال دماغي خفيف في الدرجة الأولى، وقد تعاني من قصر في التركيز والتشتت بسرعة، وحدوث تغيرات في المزاج، مثل التهيج والاكتئاب، وحدوث مشاكل في النوم.

الدرجة الثانية

  • يكون مستوى اعتلال الدماغ في مستوى متوسط في الدرجة الثانية. قد تستمر في نسيان الأشياء، وليس لديك طاقة وتظهر سلوكًا غير لائقًا، وقد يكون كلامك غير واضح.
  • وقد تواجه مشكلة في أداء المهام العقلية، مثل الرياضيات الأساسية، وقد ترتجف يديك وقد تواجه صعوبة في الكتابة.

الدرجة الثالثة

  • يحدث اعتلال من الدرجة الشديدة في الدرجة الثالثة. تظهر أعراض ارتباك، وقد لا يكون الشخص واعي بالزمان ولا المكان وتشعر بالنعاس الشديد.
  • ولكن لا يزال هناك درجة من الوعي كذلك قد لا تتمكن من القيام بالمهام العقلية الأساسية، وتشعر بقلق شديد وتتصرف بغرابة.

الدرجة الرابعة

  • المرحلة الأخيرة من مرض الدماغ الكبدي هي عندما يصبح الشخص فاقدًا للوعي وينزلق في غيبوبة.

أكثر الأفراد عرضة للإصابة بمرض الدماغ الكبدي

فيما يلي بعض الحقائق حول من يصاب بمرض الدماغ الكبدي:

  • غالبًا ما يُرى عند الأشخاص المصابين بتليف الكبد.
  • يمكن أن يصيب الأشخاص في أي عمر المصابين بمرض كبدي حاد، أو مزمن.
  • يصيب الرجال والنساء على حد سواء.
  • من المرجح أن تحدث عند الأشخاص الذين خضعوا لعملية التحويلة البابية الجهازية داخل الكبد عبر الوداجي، أو التحويلات الجراحية الأخرى.
  • إن حوالي 7 من كل 10 أشخاص يعانون من تليف الكبد يصابون بحد أدنى من الاعتلال (الدرجة صفر).
  • ما هو معروف هو أنك على الأقل ثلاث مرات أكثر عرضةً للتقدم إلى الأعراض العلنية من مرض الدماغ الكبدي إذا لم يتم تشخيصه مبكرًا، لذا تواصل مع طبيبك على الفور إذا كنت تشك في أنك قد تكون مصابًا باعتلال الدماغ الكبدي حتى يمكن بدء العلاج في أقرب وقت ممكن.
  • يتعرض الناس الذين يعانون من مرض الكبد المزمن لنسبة خطر كبيرة للإصابة بنوع من الاضطرابات المزمنة، حيث تزداد الأعراض تسوء، أو تعود مرة أخرى، ويُعرف باسم اعتلال الكبد الوبائي المتكرر.
  • وليس هناك تفسير لسبب تعرض بعض الأشخاص لتكرار ارتداد الدماغ الكبدي والبعض الآخر لا، ولكن هناك العديد من المحفزات المحتملة.

أعراض مرض الدماغ الكبدي

قد تشمل الأعراض الخفيفة إلى المعتدلة من مرض الدماغ الكبدي التغييرات العقلية والجسدية التالية:

التغيرات العقلية:

  • ارتباك خفيف.
  • فترة انتباه قصيرة.
  • النسيان.
  • تقلب المزاج.
  • تغير الشخصية.
  • سلوك غير لائق.
  • صعوبة في القيام بالرياضيات الأساسية.

التغيرات البدنية:

  • تغيير في عادات النوم (كالنوم خلال النهار والبقاء مستيقظًا خلال الليل).
  • وجود صعوبة أثناء الكتابة، أو القيام بأنشطة أخرى مشابهة للكتابة.
  • رائحة نفس كريهة أو حلوة.
  • كلام غير واضح.

قد تشمل الأعراض الأكثر شدة لمرض الدماغ الكبدي هذه التغيرات العقلية والجسدية:

التغيرات العقلية:

  • ارتباك ملحوظ.
  • القلق الشديد أو الخوف.
  • الارتباك فيما يتعلق بالزمان والمكان.
  • صعوبة القيام بالمهام العقلية كالرياضيات الأساسية.

التغيرات البدنية:

  • النعاس الشديد.
  • حركة بطيئة.
  • كلام مختلط وغير واضح لا يمكن فهمه.

في أشد أشكال مرض الدماغ الكبدي، يمكن أن يصبح الناس غير مستجيبين ويفقدون الوعي ويدخلون في غيبوبة.

تشخيص مرض الدماغ الكبدي

لا يوجد فحص معين يستخدم في تشخيص مرض الدماغ الكبدي، ويتوقف التشخيص على عدة عوامل تتكون من ثلاثة أشياء:

  • تاريخك الطبي.
  • الأعراض الخاصة بك.
  • فحص سريري شامل من قبل الطبيب.
  • يمكن أن تحدد اختبارات الدم التشوهات المرتبطة بخلل وظائف الكبد والكلى والالتهابات والنزيف ونسبة الأمونيا في الدم والحالات الأخرى التي قد تساهم في مرض الدماغ الكبدي؛ ومع ذلك، فإن هذه الاختبارات ليست خاصة باعتلال الدماغ الكبدي.
  • تساعد الاختبارات هذه ببساطة في إجراء تشخيص مرض الدماغ الكبدي الذي يعتمد على تاريخك وأعراضك، وتُستخدم مستويات الأمونيا أحيانًا، لكن هذه القيم وحدها لا يمكنها تشخيص الحالة.
  • نظرًا لأن العديد من أعراض مرض الدماغ الكبدي تحدث أيضًا لدى الأشخاص الذين يعانون من أنواع أخرى من أمراض الدماغ، أو تلفه، مثل السكتة الدماغية، أو ورم المخ، أو النزيف داخل الجمجمة، فقد يطلب الطبيب عمل أشعة متخصصة على المخ لاستبعاد ذلك.
  • يتم الحصول على اختبارات التصوير هذه، باستخدام أنواع مختلفة من المعدات، ومن المرجح أن تشمل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب.
  • وبالإضافة إلى ذلك، فقد يطلب طبيبك إجراء مخطط كهربية الدماغ، وهو اختبار يقيس النشاط الكهربائي للدماغ؛ للبحث عن تغيرات موجات الدماغ المرتبطة بمرض الدماغ الكبدي.

علاج مرض الدماغ الكبدي

يحاول الأطباء القضاء على أي محفزات لاعتلال الدماغ، مثل العدوى، أو تناول عقار معين. كما يحاولون أيضًا التخلص من المواد السامة من الأمعاء؛ لأن هذه المواد يمكن أن تسهم في الإصابة باعتلال الدماغ، ومن الممكن استخدام واحد أو أكثر من التدابير التالية:

اللاكتولوز:

  • يعمل اللاكتولوز، وهو سكر اصطناعي يؤخذ عن طريق الفم، كملين ويسرع مرور الطعام، مما يقلل من كمية الأمونيا التي يمتصها الجسم.

المضادات الحيوية:

  •  قد يصف الأطباء المضادات الحيوية (مثل ريفاكسيمين) التي يتم تناولها عن طريق الفم، ولكن لا يتم امتصاصها من الأمعاء، وتبقى هذه المضادات الحيوية في الأمعاء، حيث يمكن أن تقلل من عدد البكتيريا التي تشكل السموم أثناء الهضم.
  • مع العلاج، يكون الشفاء التام ممكن، خاصةً إذا كان سبب اعتلال الدماغ قابل للعكس؛ ومع ذلك، فإن الأشخاص المصابين باضطراب مزمن في الكبد معرضون لنوبات اعتلال الدماغ في المستقبل، ويتطلب بعض الأشخاص علاجًا مستمرًا.

المضاعفات المرتبطة بالاعتلال الدماغي الكبدي

قم تتضمن مضاعفات مرض الدماغ الكبدي التي قد يصعب علاجها ما يلي:

  • فتق الدماغ.
  • تورم الدماغ.

هل يمكن منع الاعتلال الدماغي الكبدي؟

الطريقة الأفضل للوقاية من الإصابة بمرض الدماغي الكبدي هي منع أمراض الكبد، أو السيطرة عليها، ويمكنك خفض فرصة الإصابة بأمراض الكبد عن طريق الخطوات الآتية:

  • تجنب الكحول، أو تناوله باعتدال.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالدهون.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • لا تشارك الإبر الملوثة.

لتجنب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي:

  1. قم بغسل اليد جيدًا بعد دخول الحمام، أو إذا قمت بتغيير الحفاضات.
  2. لا تشارك الإبر الملوثة.
  3. تجنب الاتصال المباشر مع الناس المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي.
  4. احرص على الحصول على تطعيم تجاه التهاب الكبد أ والتهاب الكبد ب.

بسبب نجاح العلاج المبكر، تشير بعض الأبحاث إلى أنه يجب فحص الأشخاص المصابين بأمراض الكبد بشكل روتيني من أجل اعتلال الدماغ الكبدي (Hepatic Encephalopathy) من خلال الاختبارات المعرفية حتى يمكن اكتشافه وعلاجه قبل أن يتطور إلى مراحل أكثر تقدمًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى