الحمل

الشهر الثالث من الحمل: تغيرات الجسم ونمو البطن والجنين

الشهر الثالث من الحمل هو فترة مهمة وحاسمة في رحلة الحمل، حيث يشهد الجنين تطورات هامة وتغيرات جسدية وهرمونية كبيرة. كما تواجه الأم خلال هذه الفترة بعض التحديات الصحية والنفسية التي يجب عليها معالجتها بعناية. وفي هذا المقال، سنلقي نظرة عامة على ما يحدث في الشهر الثالث من الحمل، بما في ذلك تطورات الجنين والتغيرات الهرمونية للأم، وكيفية الاهتمام بصحة الجنين والأم خلال هذه المرحلة الحساسة.

 

التحولات الجسدية في الشهر الثالث من الحمل

خلال الشهر الثالث من الحمل، يشهد جسم الأم العديد من التحولات الجسدية الهامة والضرورية لتطور الجنين وتحضير الأم للولادة. ومن أهم التحولات الجسدية التي تحدث في هذه المرحلة:

  • زيادة حجم الرحم: يستمر نمو الجنين في الشهر الثالث، وبالتالي يحتاج المريض إلى مساحة أكبر داخل الرحم. ولذلك، يتسع الرحم ويصبح أكبر حجماً ووزناً.
  • الانتفاخ والتورم: تزيد نسبة السوائل في جسم الأم خلال الشهر الثالث، مما يسبب الانتفاخ والتورم في الأطراف السفلى والأعلى.
  • تغيرات في الصدر: تتغير حجم الصدر وتتوسع الأوردة لإعداد الجسم للرضاعة بعد الولادة.
  • تغيرات في الهرمونات: تزداد إفراز الهرمونات في الجسم لتحفيز نمو الجنين، وتؤدي بعض هذه التغيرات إلى ظهور بعض الأعراض مثل الغثيان والقيء والتعب.

على الرغم من أن هذه التحولات الجسدية شائعة خلال الشهر الثالث، فإنه يجب على الأم الحفاظ على صحتها وتحري الانتباه لأي علامات غير طبيعية.

 

 

تطور الجنين خلال الشهر الثالث والاهتمام بصحته

يشهد الجنين تطورات هائلة خلال الشهر الثالث من الحمل، ويتم تكوين العديد من الأعضاء الحيوية خلال هذه المرحلة. ومن بين الأشياء التي يجب أن تعرفها الأم حول تطور الجنين في الشهر الثالث:

  • الجهاز العصبي: يبدأ الجهاز العصبي للجنين في التكون في الأسبوع الثالث من الحمل، ويتطور بشكل كبير في الشهر الثالث، حيث يتم تكوين الدماغ والنخاع الشوكي.
  • الأعضاء الحيوية: يتم تطوير وتكوين الأعضاء الحيوية الأخرى خلال الشهر الثالث، مثل الكبد والكلى والجهاز الهضمي.
  • الحركة: يبدأ الجنين في الحركة خلال الشهر الثالث، ويتحرك بشكل كبير في الأسابيع المتبقية من الحمل.
  • الجنس: يتم تحديد الجنس في الشهر الثالث، ولكن من الممكن أن يتم الكشف عنه في فترات مختلفة.

للحفاظ على صحة الجنين خلال الشهر الثالث، يجب على الأم تناول نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية. كما يجب عليها الابتعاد عن المشروبات الكحولية والتدخين والتعرض للمواد الكيميائية الضارة. كما ينصح الأطباء بإجراء فحوصات الأمراض المعدية والعدوى للتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية يجب التعامل معها خلال الشهر الثالث.

 

الخطر الناتج عن عدم رعاية الحمل في الشهر الثالث

تعتبر رعاية الحمل خلال الشهر الثالث أمرًا حيويًا لصحة الأم والجنين، ويمكن أن يكون الإهمال في هذه المرحلة خطيرًا ويؤدي إلى مشاكل صحية جسيمة. من بين المشاكل التي يمكن أن تحدث عند عدم رعاية الحمل في الشهر الثالث:

  • ارتفاع ضغط الدم: قد يؤدي عدم العناية بالحمل خلال الشهر الثالث إلى زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم في الأم، مما يؤثر على صحة الجنين.
  • التشوهات الخلقية: قد يتعرض الجنين للتشوهات الخلقية في الشهر الثالث إذا لم يتم رعاية الحمل بشكل صحيح، وتزداد فرص حدوث التشوهات الخلقية بشكل كبير إذا تعرضت الأم للعدوى أو المواد الكيميائية الضارة.
  • الإجهاض: يعد الإجهاض خطرًا حقيقيًا خلال الشهر الثالث، وقد يحدث بسبب عدم رعاية الحمل بشكل صحيح أو بسبب مشاكل صحية أخرى.
  • الولادة المبكرة: قد تزداد فرص الولادة المبكرة خلال الشهر الثالث إذا لم تتم متابعة الحمل بشكل صحيح، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية لدى الجنين.

لتجنب هذه المشاكل الصحية والحفاظ على صحة الجنين والأم، يجب الحرص على العناية بالحمل وزيارة الطبيب بانتظام للحصول على المتابعة الصحية اللازمة.

 

 

التغذية السليمة خلال الشهر الثالث من الحمل

تعد التغذية السليمة خلال الشهر الثالث من الحمل أمرًا حيويًا لصحة الجنين والأم. ففي هذه المرحلة، يحتاج الجنين إلى العناصر الغذائية الضرورية لتطوره، ويحتاج جسم الأم إلى مزيد من الطاقة لتحمل تطورات الجنين ومواجهة التحولات الجسدية الهرمونية. وفيما يلي بعض النصائح لتناول التغذية السليمة خلال الشهر الثالث من الحمل:

  1. تناول البروتين: يحتاج الجنين إلى البروتين لنمو الخلايا والأنسجة، وتعد اللحوم والأسماك والبيض والحمص مصادر جيدة للبروتين.
  2. تناول الكربوهيدرات: يحتاج جسم الأم إلى الكربوهيدرات للحصول على الطاقة اللازمة، وتعد الخبز والأرز والحبوب مصادر جيدة للكربوهيدرات.
  3. تناول الألياف: تعد الألياف مهمة لتحسين الهضم والوقاية من الإمساك، وتوجد الألياف في الفواكه والخضروات والحبوب.
  4. تناول الدهون الصحية: تحتاج الأم إلى الدهون الصحية لصحة الجلد والشعر والجهاز العصبي، وتوجد الدهون الصحية في الأسماك والمكسرات وزيت الزيتون.
  5. تناول الفيتامينات والمعادن: يحتاج الجنين إلى الفيتامينات والمعادن لتطوره، وتوجد هذه العناصر في الفواكه والخضروات والحبوب واللحوم.

يجب الحرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة وتجنب الأطعمة المصنعة والدهنية والمقلية والحلوى والكحول. كما ينصح الأطباء بتناول المكملات الغذائية إذا لم تتمكن الأم من الحصول على العناصر الغذائية الضرورية من خلال النظام الغذائي العادي، يمكنها استشارة الطبيب لتناول المكملات الغذائية المناسبة. وعلى الرغم من أن التغذية السليمة مهمة خلال جميع مراحل الحمل، إلا أنها تأخذ أهمية خاصة خلال الشهر الثالث، حيث تحتاج الأم إلى الكثير من العناصر الغذائية لدعم نمو الجنين والحفاظ على صحتها.

 

 

مشاكل الصحة النفسية التي تواجه الأم في الشهر الثالث

يعد الشهر الثالث من الحمل فترة حساسة من الناحية النفسية للأم، حيث تتعرض للكثير من التغيرات الجسدية والهرمونية، بالإضافة إلى التحديات المختلفة التي قد تواجهها. ومن بين المشاكل الصحية النفسية التي قد تواجه الأم في الشهر الثالث:

  1. قد تعاني الأم من القلق حول صحة الجنين والحمل، ومن المشاكل الصحية الناجمة عنها.
  2. يمكن أن يزيد التوتر خلال الشهر الثالث من الحمل بسبب الإجهاض أو الولادة المبكرة.
  3. يمكن أن تعاني الأم من الاكتئاب خلال الشهر الثالث من الحمل، ويمكن أن يزيد هذا الاكتئاب بسبب الهرمونات التي تتغير في الجسم.
  4. يمكن أن تعاني الأم من عدم القدرة على النوم بشكل جيد خلال الشهر الثالث، مما يمكن أن يؤثر على صحتها النفسية والجسدية.
  5. تزداد التحولات الهرمونية خلال الشهر الثالث، مما يمكن أن يؤثر على المزاج والصحة النفسية للأم.

للتغلب على هذه المشاكل الصحية النفسية، يمكن للأم الاسترخاء والحفاظ على النوم الجيد، والحرص على تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة. كما يمكنها التحدث مع الطبيب إذا كانت تشعر بأي مشاكل صحية نفسية، والبحث عن الدعم من الأهل والأصدقاء والمجتمع.

 

 

العلاقة الجنسية في الشهر الثالث من الحمل

يمكن للأزواج أن يستمتعوا بالعلاقة الجنسية خلال الشهر الثالث من الحمل، شرط أن يكون الحمل بصحة جيدة ولا توجد أي مشاكل صحية. ولكن يجب الحذر واتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة، لتجنب أي مشاكل صحية قد تؤثر على صحة الأم والجنين، ومن بين الاحتياطات التي يجب اتخاذها:

  1. الحرص على عدم إيذاء الجنين: يجب تجنب أي ضغط أو ضربات قد تؤثر على صحة الجنين، وينصح بتجنب الأوضاع الجنسية التي تتطلب ضغط على بطن الأم.
  2. الحرص على النظافة: يجب الحرص على النظافة الشخصية وتجنب العدوى، ويفضل استخدام وسائل الوقاية مثل الواقي الذكري لتجنب الإصابة بأي أمراض معدية.
  3. الحرص على الراحة: يجب الحرص على الراحة الكافية للأم، وتجنب أي مواقف أو حركات قد تؤثر على صحتها.
  4. استشارة الطبيب: ينصح بالتحدث مع الطبيب إذا كانت الأم تعاني من أي مشاكل صحية، لمعرفة ما إذا كان يمكن الاستمرار في العلاقة الجنسية أم لا.

ويجب على الأزواج أيضًا الحرص على الاستماع لجسم الأم وتحري الأعراض الغير طبيعية، والتوقف عن العلاقة الجنسية في حالة ظهور أي مشاكل صحية. وفي النهاية، يجب أن يتمتع الأزواج بالعلاقة الجنسية بطريقة آمنة ومريحة لكل منهما، دون التأثير على صحة الأم أو الجنين.

 

 

كيفية التخفيف من أعراض الحمل خلال الشهر الثالث

يعتبر الشهر الثالث من الحمل فترة حساسة للأم، حيث تتعرض للكثير من التحولات الجسدية والهرمونية، وقد تشعر ببعض الأعراض الغير مريحة. ولكن يمكن للأم التخفيف من بعض الأعراض الشائعة خلال الشهر الثالث، ومن بين الطرق التي يمكن اتباعها:

  1. يمكن للأم تجنب الأطعمة التي تسبب لها الغثيان، مثل الأطعمة الدهنية والحلويات، وتناول الأطعمة الصحية والخفيفة.
  2. يجب على الأم الحرص على الراحة الكافية، وتجنب الوقوف لفترات طويلة من الوقت، والحرص على الاسترخاء والاستراحة.
  3. يمكن للأم ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة، مثل المشي والسباحة وتمارين الحمل، لتحسين الصحة الجسدية والنفسية.
  4. يجب على الأم الحرص على التغذية الصحية والمتوازنة، وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجنين.
  5. ينصح بالتحدث مع الطبيب إذا كانت الأم تعاني من أي مشاكل صحية، للحصول على العلاج المناسب، وتخفيف بعض الأعراض.
  6. يجب الحرص على النوم الكافي، وتجنب الأماكن الصاخبة والمزدحمة، وتوفير بيئة مناسبة للنوم الهادئ والمريح.

 

 

التغييرات الهرمونية التي تتعرض لها الأم في الشهر الثالث من الحمل

يتعرض جسم الأم للعديد من التغييرات الهرمونية خلال الشهر الثالث من الحمل، وذلك لدعم نمو الجنين وتطوره، ومن بين التغيرات الهرمونية التي يمكن ملاحظتها:

  1. البروجستيرون: يزداد إنتاج البروجستيرون خلال الشهر الثالث، وهو الهرمون الذي يساعد على تنظيم الدورة الشهرية ويساعد على حفظ الحمل.
  2. الإستروجين: يزداد إنتاج الإستروجين خلال الشهر الثالث، وهو الهرمون الذي يساعد على نمو الثدي والرحم ويحفز تدفق الدم.
  3. هرمون النمو: يزداد إنتاج هرمون النمو خلال الشهر الثالث، وهو الهرمون الذي يساعد على نمو الجنين وتطوره.
  4. هرمون الكورتيزول: يزداد إنتاج هرمون الكورتيزول خلال الشهر الثالث، وهو الهرمون الذي يساعد على تحفيز إفراز السكر في الدم.
  5. هرمون الإنسولين: يمكن لهرمون الإنسولين أن يتغير خلال الشهر الثالث من الحمل، وذلك لضمان توفير السكر المناسب لصحة الجنين.
  6. هرمون الغدة الدرقية: يمكن لهرمون الغدة الدرقية أن يتغير خلال الشهر الثالث، وذلك للحفاظ على وظائف الغدة الدرقية في جسم الأم.

يؤدي هذا التغير الهرموني في الجسم إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية، مثل الغثيان والإرهاق والصداع والتعب. ويجب على الأم الحرص على تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة، والراحة الكافية، والمشاركة في الأنشطة الرياضية الخفيفة، والاستشارة الطبية في حالة ظ

 

العلاجات الطبيعية للتعامل مع الشعور بالغثيان خلال الشهر الثالث

يشعر الكثيرون من النساء بالغثيان خلال الشهر الثالث من الحمل، ولكن يمكن لبعض العلاجات الطبيعية والمنزلية أن تساعد على تخفيف هذا الشعور، ومن بين هذه العلاجات:

  1. الزنجبيل: يحتوي الزنجبيل على مواد تساعد على تخفيف الغثيان، ويمكن تناوله على شكل كبسولات أو مشروبات ساخنة مثل الشاي.
  2. النوم الكافي: يجب على الأم الحرص على النوم الكافي والراحة الكافية، وتجنب الإجهاد الزائد.
  3. الحرص على التغذية الصحية: يجب على الأم الحرص على التغذية الصحية وتناول الأطعمة الخفيفة والسهلة الهضم، وتجنب الأطعمة الدهنية والثقيلة.
  4. الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على مواد تساعد على تخفيف الغثيان، ويمكن شربه بشكل منتظم.
  5. تجنب الروائح الكريهة: يمكن لبعض الروائح الكريهة أن تسبب الغثيان، ولذلك يجب على الأم تجنب الروائح القوية والكريهة، وتهوية المكان بشكل جيد.
  6. الماء: يجب على الأم شرب الكمية الكافية من الماء يوميًا، لتجنب الجفاف وتخفيف الغثيان.
  7. المكملات الغذائية: يمكن لبعض المكملات الغذائية أن تساعد على تخفيف الغثيان، مثل فيتامين بي6 وفيتامين B12 وفيتامين E.

ومع ذلك، يجب على الأم الحرص على الحصول على النصيحة الطبية قبل تناول أي من هذه العلاجات، للتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية أو تفاعلات مع أي أدوية أخرى قد يتناولها الأم.

 

تمثل الشهور الثلاثة الأولى من الحمل فترة حاسمة في حياة الجنين والأم، ويتطلب ذلك العناية الخاصة بصحة الجنين والأم. وقد تناولنا في هذا المقال العديد من المواضيع المتعلقة بالشهر الثالث من الحمل، بدءًا من التحولات الجسدية وتطور الجنين، وصولاً إلى العلاجات الطبيعية والمنزلية لتخفيف الأعراض الجانبية. ومن خلال الالتزام بنمط حياة صحي وتناول التغذية السليمة والحصول على الرعاية الطبية اللازمة، يمكن للأم تحسين صحتها وصحة جنينها، وتحقيق حمل صحي وآمن. في النهاية، يجب على الأم تذكر أن الشهر الثالث من الحمل يمثل بداية رحلة طويلة ومهمة، وأن الاهتمام بالصحة العامة سيكون له أثر إيجابي على صحة الجنين والأم في المستقبل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى