طب وصحة

تعريف اضطراب الشخصية الاعتمادية وما هي أعراضه وأسبابه

ما هو تعريف اضطراب الشخصية الاعتمادية؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ يعاني الكثير من البشر من اضطرابات نفسية تجعلهم يسلكون سلوكا معينا في الحياة، وهذا السلوك من الممكن أن يدمر الشخص ذاتيا أو يدمر به الشخص من حوله، ومن ضمن هذه الاضطرابات اضطراب الشخصية الاعتمادية. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقعي على ما هو تعريف اضطراب الشخصية الاعتمادية.

 

ما هو تعريف اضطراب الشخصية الاعتمادية 

يعتبر اضطراب الشخصية الاعتمادية واحدا من أخطر الاضطرابات النفسية التي تصيب الأشخاص نتيجة أسباب كثيرة.

 

تعريف اضطراب الشخصية الاعتمادية

يقول علماء علم النفس أن اضطراب الشخصية الاعتمادية يجعل صاحبها يعاني أو يشعر في معظم الوقت بالعديد من المشاعر المنخفضة التي تجعله في حالة عدم توازن نفسي وعقلي.

من ضمن المشاعر السلبية التي تشعر بها الشخصية الاعتمادية:

  • مشاعر الفشل والعجز تجاه قدرة الشخص على مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم.
  • شعور الشخص بأنه عاجز عن الاهتمام بنفسه أو تحمل مسؤولية الشخص لحياته.
  • شعور الشخص أن الآخرين هم المسؤولين عن تلبية احتياجاته العاطفية والمادية.
  • عدم قدرة الشخص على اتخاذ قرار ما بشأن أمر معين في حياته.
  • وفي مقابل ذلك لا يطلب هذا الشخص من الآخرين مساعدته في اتخاذ قرار معين أو طلب النصيحة والإرشاد منهم في أمر لا يستطيع اتخاذ القرار بشأنه.

يعتبر اضطراب الشخصية الاعتمادية أحد الاضطرابات النفسية التي يصاب بها الجنسين، ويصاب بها الشخص غالبا في فترة المراهقة.

كما يؤثر هذا الاضطراب النفسي على الصحة النفسية والعقلية للشخص، ويمتد هذا التأثير إلى واقع الشخص.

حيث يرى هذا الشخص الكثير من الأمور في الحياة بشكل خاطئ، وهذا الأمر يجعل الشخص غير قادر على تحقيق الكثير من الأمور في الحياة.

أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية 

لا توجد أسباب معينة للإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية حيث لم يجد علماء علم النفس سببا واضحا للإصابة بهذا الاضطراب النفسي.

ولكن يقول علماء علم النفس أن هذا الاضطراب النفسي شأنه شأن باقي الاضطرابات النفسية الأخرى من حيث أسباب الإصابة بها.

وهذه الأسباب تتمحور حول الآتي:

أولا: أسباب وراثية

حيث يمكن أن ينتقل هذا الاضطراب النفسي عبر الجينات من جيل لآخر أو من أحد أفراد العائلة  المصاب بهذا الاضطراب النفسي إلى الجيل التالي له.

ثانيا: أسباب تربوية وبيئية

  • تؤثر تربية الوالدين على الطفل في الصغر، ومن الممكن أن تؤدي التربية القاسية للطفل إلى الإصابة بهذا الاضطراب في فترة المراهقة.
  • كذلك من الممكن أن تؤدي التربية التي يسعى فيها الأبوين إلى تحقيق الكمال والمثالية في هذا الطفل إلى إصابته فيما بعد بهذا الاضطراب النفسي.
  • من الممكن أن يكون الطفل أو الشخص المصاب بهذا الاضطراب قد تعرض لموقف صعب في الطفولة شعر فيه بالظلم والاستبداد، ولم يستطع رد هذا الأذى أو الظلم عنه.

ثالثا: أسباب مرضية

  • في حال تعرض الشخص لمرض جسدي أو نفسي ما في الطفولة، وهذا المرض استمر مع الطفل لفترات طويلة جدا اعتمد فيها الطفل على والديه في الكثير من الأمور في حياته سواء المادية أو المعنوية.
  • فهذا الطفل عرضة للإصابة فيما بعد باضطراب الشخصية الاعتمادية خاصة بعد أن يتعافى من هذا المرض، ويبتعد أو ينفصل شيئا فشيئا عن الوالدين بسبب الدراسة أو غيرها من الأسباب الأخرى.
  • حيث يريد هذا الطفل الرعاية التي حصل عليها من قبل من قبل والديه أثناء مرضه.

رابعا: أسباب نفسية 

  • من الممكن أن يكون الطفل قد تعرض في الصغر إلى صدمات الهجر من قبل أحد الوالدين أو من شخص آخر كان يمثل شيئا مهما لهذا الطفل.
  • كذلك من الممكن أن يكون الطفل قد تعرض لإساءة أو تعنيف لفظي أو جسدي من قبل المحيطين به.
  • هذا بالإضافة إلى أن الطفل قد تعرض لنوع من أنواع الحماية الزائدة عن الحد خلال فترة الطفولة من الوالدين.

أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية

توجد أعراض كثيرة تظهر على الشخص المصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية.

وهذه الأعراض تكون عبارة عن:

أولا: السلوك بشكل خاضع أو مهين للذات 

  • هنا الشخص يقوم بعمل ما يسمى بكره الذات أو نبذ الذات حيث يقوم الشخص بتحمل الإيذاء النفسي أو البدني الذي يُمارس عليه من قبل الآخرين.
  • وذلك بسبب الخوف الشديد الذي يشعر به الشخص تجاه فكرة أن يتركه أحدهم أو يهجره.
  • حيث يرى هذا الشخص أنه لا يستطيع العيش بدون وجود أشخاص معينة في حياته يعتمد عليهم في تلبية احتياجات ما له، سواء كانت هذه الاحتياجات مادية أو معنوية.
  • ولذلك يقوم هذا الشخص بالقبول بالإهانة أو الذل الذي يتعرض له من قبل من حوله، ويصبح شخصا خاضعا لهم.
  • هذا بالإضافة إلى أن هذا الشخص لا تكون لديه قدرة كبيرة على وضع حدود شخصية له.
  • كما أن هذا الشخص لا يقدر على قول لا تجاه بعض الأمور المطلوبة منه من الآخرين.
  • كذلك يكون الشخص غير قادرا على  إيقاف أذى معين يُمارس عليه من قبل شخص معين أو المحيطين به بشكل فيه نوع من أنواع التعنيف النفسي أو الجسدي.

ثانيا: الشعور بالخوف من الرفض أو الهجر أو الوحدة 

  • الشخص المصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية هو شخص لا يحب أن يكون منعزلا عن الناس.
  • لأن هذا الشخص لديه شعور عميق بالوحدة، وهذا الشعور يكون مدفون في اللاواعي لديه منذ الطفولة، ويظهر بشكل مؤلم عند الشخص إذا تعرض للرفض أو الهجر من قبل الآخرين.
  • ومن ثم يتجنب هذا الشخص الصراعات مع من حوله، ويوافق على كل شيء يُطلب منه أو يمارس عليه تجنبا للتعرض للرفض أو الهجر.

 

طرق علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية 

توجد طرق عديدة لعلاج اضطراب الشخصية الاعتمادية، منها ما هو دوائي، ومنها ما هو غير ذلك مثل:

أولا: جلسات العلاج النفسي

  • من خلال هذه الجلسات يقوم المعالج النفسي بتغيير سلوكيات الشخص، وما وراءها من أفكار ومعتقدات تجعله يتصرف بهذه السلوكيات.
  • يستخدم المعالج النفسي العديد من التقنيات التي تغير سلوك الشخص من سلبي إلى إيجابي مثل العلاج المعرفي السلوكي أو البرمجة اللغوية العصبية.
  • كذلك من الممكن أن يقوم الطبيب المختص بدمح العلاج الدوائي مع جلسات العلاج النفسي لبعض الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب.

ثانيا: التحرر من صدمات الطفولة 

  • هنا يقوم المعالج النفسي بالعمل على تحرير صدمة الطفولة التي جعلت الشخص يخاف من الرفض أو الهجر، ويرضى بالذل أو الخضوع للغير.
  • يستخدم المعالج هنا العديد من تقنيات التحرر مثل تقنيات Peat أو تقنيات الحرية النفسية EFT أو البرمجة اللغوية العصبية.
  • من الممكن أيضا أن يستغرق التحرر من صدمة الطفولة العديد من الجلسات، ومن الممكن أن يتم ذلك في جلسة أو جلستين حسب عمق هذه الصدمة في اللاواعي عند الشخص.

كانت هذه مقالتنا عن تعريف اضطراب الشخصية الاعتمادية التي في حال تعافت ستصبح شخصية منجزة وناجحة في الحياة، فهي تمتلك قدرات خاصة بها تجعلها تعتمد على نفسها أكثر من الغير في تلبية احتياجاتها العاطفية والمادية، ولذلك من المهم جدا أن يتحمل الشخص مسؤولية شفاء نفسه من هذا الاضطراب في حال عرف أنه مصاب به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى