الآداب

قصة النمر والثيران

من أعظم دروس الحياة هو الاتحاد قوة والتفرّق ضعف، فمهما بدا الشخص ضعيفاً واتحد مع أخيه أو صديقه سيبدو قوياً ويهابه الجميع، سنحكي في قصة اليوم عن نمر كان دائماً يقوم بمراقبة مجموعة من الثيران بنية افتراسها، لم يستطع ذلك في بداية الأمر؛ لأنّها كانت متحدّة، ولكن عندما نشأ بين هذه الثيران شجاراً وتفرقوا عن بعضهم، قام النمر باستغلال هذه الفرصة وقام بافتراسهم وأكلهم جميعاً.

 

قصة النمر والثيران:

 

كان هنالك مجموعة من الثيران تعيش مع بعضها البعض في الغابة، كان عددهم أربعة وهم يعيشون في سعادة ومرح ودائماً تراهم متحدين مع بعضهم البعض في جميع الأمور، وبنفس الغابة يوجد نمر مفترس، كان دائماً ما يخطّط لاصطيادهم، ولكنّه كان يشعر بالتردّد؛ فكلمّا رآهم متحدّين اهتاب من مهاجمتهم وشعر أنّه قد يكن أمراً مستحيلاً.

 

في يوم من الأيام قال أحد الثيران الأربعة: لقد علمت بمكان يوجد به عشب لذيذ، وهو أشهى من العشب الذي نأكله هنا، ما رأيكم أن نذهب بحثاً عنه؟ وافق الثيران الأربعة على ذلك، وبدأت رحلة بحثهم عن العشب، ساروا لمسافات طويلة ولكن دون جدوى، وأثناء مشيهم كان النمر يقوم بملاحقتهم ومراقبتهم، عندما مرّ هذا النمر من أمامهم لم يره أحد منهم.

 

أخيراً وصلت الثيران إلى مكان العشب، وكانت قد شعرت بالجوع والتعب الشديدين لطول ساعات سيرهم في البحث عن العشب، اتفقت الثيران قبل  البدء بالأكل أن يقف واحد منهم من أجل الحراسة، فاقترح واحد منهم أن يقف أكثرهم حبّاً للأكل ويحرسهم، ولكنه اعترض قائلاً: ولكن هذا ليس عدلاً؛ فنحن جميعنا جوعى ولا يمكن أن تأكلون لوحدكم وأنا أبقى جائع، فرد عليه الثور: لا عليك نحن سنكمل ونبقي لك حصّتك من الطعام، وعندما ننتهي نحرسك نحن وأنت تأكل حتّى تشبع.

 

ولكن هذا الثور ظل يرفض هذا الشيء وقال: أنا لست خادماً لكم، وافقه أحد الثيران على قوله، فغضب صاحب الفكرة منه وقال له: إذاً قم أنت بحراستنا، ولكنّه غضب وقال: أنا لن أحرسكم فأنا جائع أيضاً وأنت من تظن نفسك حتى تعطينا الأوامر؟ تعالت أصواتهم في الحديث حتّى نشأ بينهما شجار، وهم يعلمون أنّ النمر المفترس يراقبهم وينتظر لحظة ابتعادهم عن بعضهم البعض، ولكنّهم لم يأبهوا لذلك وجرّهم العناد للاستمرار في هذا الشجار، وقال لهم الثور صاحب الفكرة: اذهبوا فأنا لست بحاجة لكم.

 

في اللحظة التي ابتعدت الثيران عن بعضهما، هجم عليهم النمر لافتراسهم واحداً تلو الآخر، وكانت هي هذه اللحظة التي يرتقبها منذ وقت طويل وقال في نفسه: اليوم هو يوم حظي السعيد، استطاع النمر أن يقتلهم جميعاً، وهذا الشيء الذي كان لا يستطيع فعله عندما كانت الثيران متحدّة مع بعصهم البعض، ففي الاتحاد القوة وفي التفّرق ضعف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى