كيفية زراعة شجرة الاراك

كيفية زراعة شجرة الاراك ؟، فهي نوع من الأشجار المعمرة دائمة الخضرة، حيث تتأقلم مع الظروف الصحراوية وقلة المياه وكثرة الأملاح في التربة، وهي من الفصيلة الأراكية التي يكثر تواجدها في وديان تهامة، تمتد جذورها تحت الأرض بعدة أمتار، وتتميز برائحتها الطيبة وطعم أوراقها المميز وفي مقالنا اليوم عبر موقعي سوف نتعرف على كيفية زراعة شجرة الاراك.

وصف شكل شجرة الاراك

تتميز شجرة الارك بأوراقها الخضراء، وينبت بها زهورا صغيرة الحجم صفراء اللون، تُثمر في فصل الصيف وتكون ثمارها على شكل عناقيد العنب، بلونٍ أحمر يشبه في لونه ثمار الغرقد والعوسج، وعندما يكتمل نضجها تتحول إلى اللون الأسود.

ينتشر بشكل كبير في شبه الجزيرة العربية، نظرا لنموه في المناطق الصحراوية، وترعى الإبل على أغصانها ويكتسب حليبها رائحة زكية، أما ثمارها وتعرف باسم “الكباث”؛ فهي لذيذة وصالحة للأكل للإنسان، كما تأكل منها الطيور أيضا.

ويعتبر شجر الأراك من أفضل الأشجار التي يتم أخذ السواك منها، وقد اهتمت بعض الدول العربية بالإكثار من زراعة شجرة الأراك نظرا لفوائدها في تثبيت التربة الرملية والعديد من الفوائد الأخرى، وكذلك للعمل على زيادة انتشار السواك والاستفادة من فوائد الثمينة للصحة.

يتم زراعة الآراك في المناطق التي تمتاز بارتفاع درجة الحرارة فيها، مثل الأودية الصحراوية، ولكنها تقل في المناطق الجبلية، فتكثر زراعتها في منطقة الجزيرة العربية وخاصةً في مناطق جيزان وأبها، كما تنتشر أيضا في مناطق صعيد مصر وفي شبه جزيرة سيناء، وفي السودان.

خصائص شجرة الاراك

تحتوي أعواد شجر الاراك على بعض الخصائص الكيميائية الطبيعية، والتي اهتم بها عدد من الجامعات الألمانية وبدأ في إجراء العديد من الدراسات التحليلية والبحوث عليها.

فقد اهتم عدد من الباحثين المهتمين بمجال تطوير معجون الأسنان بإجراء التحليلات لعود شجرة الأراك فجدوا أنها تحتوي على نسبة عالية من عنصر الفلورين، وهو من أهم العناصر التي لديها خصائص مقاومة للتأثير الحامضي.

كما يحتوي على نسبة من عنصر الكلور الذي يعمل على إزالة التصبغات، بالإضافة إلى مادة سلفايرويا التي لديها خصائص مقاومة ومضادة للبكتيريا، ولذلك قام مجمع معالجة الأسنان في ألمانيا بإصدار توصيات لمصانع معاجين الأسنان بأهمية استخدام هذه المادة في تركيبات معجون الأسنان.

ومن خصائص عود الأراك أيضا أنه يمكن الاستغناء به عن استخدام فرشاة الأسنان والمعجون كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، فالعود في حد ذاته عبارة عن فرشاة، وخصائصه الكيميائية تغني عن معجون الأسنان.

فوائد استخدام عود شجرة الاراك

• يعتبر عود الأراك أو السواك واحدا من سنن الفطرة العشرة.
• يعمل على تنظيف الأسنان من بواقي الطعام والشراب.
• يمنح الأسنان لونا أبيضا ناصعا، وذلك بفضل ما يحتويه من مادة الكلور التي تزيل التصبغات.
• يعمل على حماية الأسنان من التسوس بفضل خصائصه التي تقضي على البكتيريا.
• يمنح الفم رائحة طيبة وزكية.
• يساعد في حماية اللثّة من الالتهاب، نظرا لأنه عبارة عن فرشاة ناعمة جدا مكونة من مواد عضوية وليست مصنعة مثل فرشاة الأسنان، ولذلك عادة ما ينصح به أطباء الأسنان لمن يعاني من التهاب أو نزيف في اللثة.
• كما أنه يعتبر من أهم الوسائل التي تستخدم في الإقلاع عن التدخين.

كيفية زراعة شجرة الاراك

تعتمد عملية زراعة شجرة الاراك على البذور التي يتم استخراجها من ثمار الاراك التي تعرف باسم الكباث، بعدما تصبح شفافة اللون في مرحلة النضج، وتتميز بذور الاراك بأنها غنية بالزيت ولا تحتاج إلى إحداث الشقوق بها عند زراعتها، ولكن لابد من توخي الحذر عند نزع البذور من الثمرة كاملة، لأنها تحتوي على مواد مثبطة قد تؤدي إلى تقليل قدرة البذور على الإنبات بسرعة، ويتم تنظيفها جيدا من المادة الهلامية التي تلتصق بالبذور.

يتم تقع البذور في الماء لمدة لا تقل عن ليلة كاملة، حتى يتم الإنبات بالبذور ومن ثم تصبح جاهزة لغرسها في التربة، كما يمكن أيضا أن يتم تجفيف البذور أولا، ثم يتم غرسها في تربة مناسبة في حوض من الفيلين يحتوي على مادة البيتموس والبيرلايت، وذلك كمرحلة أولى للزراعة، مع تغطيتها بغلاف نايلون شفاف، والانتظار حتى يتم الإنبات، مع ضرورة ترطيب التربة بشكل دوري، ويفضل إجراء هذه المرحلة في فترة الربيع.

تحتاج بذور الآراك لفترة أسبوع تقريبا حتى تورق ويتم تكوين شتلات، وفي مرحلة التشتيل والإنبات تحتاج البذور للتواجد في مكان يحميها، على أن تكون في الظل مع وصول أشعة الشمس إليها بنسبة خفيفة، وفي مرحلة التوريق يجب أن تكون الشتل في مكان مشمس بشكلٍ دائم، ويمكن حينها زراعتها في الكثبان الرملية او المناطق الجبلية وفي بطون الأودية، ولكن في هذه الحالة يجب إضافة السماد العضوي.

ومن الأفضل أن يتم زراعة شجر الأراك في تربة رملية ناعمة، وذلك حتى تنمو الجذور بطريقةٍ عرضيةٍ مما يضمن لها عدم إعاقة حركتها بداخل التربة، ولأنها أيضا تعتبر أنسب تربة لنمو شجر الأراك، أما التربة الرملية الصخرية فينمو بها شجر الأراك بنسبة أقل من التربة الرملية الناعمة، ولا يتعدى طول جذور الشجر أكثر من المتر الواحد ، كما أنها تنمو بشكل متعرج.

كيفية زراعة شجرة الاراك وفوائدها

تعتبر أشجار الأراك من أهم الأشجار المفيدة التي يمكن استخدام كل جزء منها في العديد من الاستخدامات، ومنها:

• أوراق شجر الأراك صالحة للأكل، ويتم استخدامها في العديد من المناطق، وخاصةً في مناطق إفريقيا الاستوائية، حيث تستخدم في تحضير الصلصة للطعام، فهي تتميز بطعم مميز ورائحة زكية.
• كما أن أوراق الأراك تفيد صحة الجسم بشكل كبير، حيث تعمل على تنشيط الكبد والتخلص من السموم، كما تستخدم كمدر طبيعي للبول، وهي أيضا تتميز بخصائص مسكنة للآلام.
• تتميز ثمار الآراك بطعم مستساغ ورائحة جميلة، ولها خصائص مفيدة جدا لصحة الجسم، فهي تساعد الجسم على التخلص من الغازات السامة، وتعمل على إدرار البول والتخلص من السموم في الجسم، وهي أيضا مفيدة لعلاج مشاكل المعدة وأمراض الروماتيزم.
• كما تستخدم ثمار الآراك في علاج عضة الأفعى السامة.
• يستخدم لحاء الجذع في أشجار الأراك كعلاج لمشاكل المعدة، من خلال غلي الأوراق وتناول المشروب.
• أما البذور فتعمل على تنشيط الجلد في حالات الإصابة بالروماتيزم، كما يتم استخدامها أيضا كمدر للبول، وفي حالات الإمساك فتعمل على تليين الأمعاء.

استخراج السواك من شجرة الاراك

تتم عملية استخراج السواك من شجر الأراك عن طريق أخذ الجذور من النبتة مباشرةً بشرط أن يبلغ عمر الشجرة عامين أو أكثر، ومن ثم يتم تنظيف الجذور بشكل يدوي وتنقيتها، ثم تقطيعها إلى مقاسات معينة.

ثم يتم حفظها في أكياس بلاستيكية مفرغة من الهواء وتوضع في مكان بارد بدرجة حرارة سالب 80 لفترة معينة من الوقت، ثم تصبح جاهزة للبيع في الأسواق، ويتم استخدام السواك مباشرةً عن طريق قطع الرأس وإزالة القشرة الخارجية للجزء الذي سيتم استخدامه فقط، ويفضل قصه والتخلص منه بعد الانتهاء من استخدامه.

في النهاية، أنجزنا مقالنا عن كيفية زراعة شجرة الاراك فإن شجرة الاراك واحدة من خلق الله ومعجزاته في الأرض، نظرا لما تحتويه من فوائد جمّة لكل جزء فيها، ويكفينها أنها مصدر السواك الذي هو من سنة أفضل البشر صلى الله عليه وسلم، ونحن نتبع سنته حباً له واقتداءاً به.