تاريخ

من هو قائد المسلمين في معركة القادسية

من هو قائد المسلمين في معركة القادسية سنتعرف عليه في هذا المقال، فقد اشتهر عبر التاريخ الإسلامي عدد كبير من القادة العسكريين الذين قادوا أشهر المعارك في التاريخ الإسلامي، وسوف يقدم موقعي.نت للزوار الأكارم نبذة عن معركة القادسية، كما سوف يقوم بذكر قصة معركة القادسية مختصرة وبعض المعلومات حول من هو قائد معركة القادسية، بالإضافة إلى بعض المعلومات المتعلقة بالموضوع.

 

معركة القادسية

تعدُّ معركة القادسية واحدة من أهم المعارك في تاريخ الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس الواقعة شرق منطقة بلاد الرافدين في ذلك الوقت، وقد وقعت في تاريخ 13 من شهر شعبان عام 15 هجري الموافق لتاريخ 16 إلى 19 من شهر نوفمبر في عام 636م، وتعدُّ هذه المعركة أهم معارك المسلمين لفتح العراق.

 

من هو قائد المسلمين في معركة القادسية

إنَّ قائد المسلمين في معركة القادسية هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، فقد تمَّ تكليفه من قبل خليفة المسلمين آنذاك الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقيادة الجيش المتوجه إلى فتح بلاد العراق، وكانت الجيوش الفارسية في تلك المعركة بقيادة القائد الفارسي الشهر رستم فرخزاد.

 

من هو سعد بن أبي وقاص

قد يجهل البعض من هو سعد بن أبي وقاص حيث أنَّ اسمه الكامل هو سعدُ بن مَالك بن أَهيب الزهريّ القرشيّ أبو إسحاق مِن بَني زهرة، وبنو زهرة هم أهل والدة رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب، وسعد بن أبي وقَّاص هو أحد العشرة المبشرين بالجنة في الإسلام، وقد كان من السباقين الأوائل في الإسلام، فقد أسلم وعمره آنذاك سبعة عشر عام، وكان رابع شخص يسلم في بداية الدعوة الإسلامية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رضي عليه قبل أن يتوفاه الله إليه، فكانت دعوة سعد بن أبي وقاص مستجابة، وقد كان فارسًا وشجاعًا، وقيل أنَّه أوَّل من رمى سهمًا في سبيل الله تعالى، وقد شارك في غزوة بدر إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اعتزل الفتنة التي وقعت بين المسلمين في عهد علي بن أبي طالب، وتوفي في العقيق وعمره نحو ثمانين عام وذلك في عام 55 هجري، وهو آخر من توفى من المهاجرين.

 

قصة معركة القادسية مختصرة

بعد أن تعرَّفنا على قائد معركة القادسية سوف يدور الحديث حول قصة معركة القادسية، وفيما يأتي سيتم ذلك بشكل مفصل:

أسباب معركة القادسية

استاء الفُرس بشكل كبير بعد تعرضهم لهزيمة في معركة البويب، ووجهوا أصابع الاتهام للقادة واتفقوا على اختيار قائد ملك من أبناء وسلالة كسرى الفرس وهو رستم فرخزاد، فتسلم القيادة وبدأ يعدُّ العدة من أجل مقارعة العرب والمسلمين ورد اعتبار الفرس وهيبة الدولة الفارسية، فوصل الخبر إلى المثنى بن حارثة الشيباني وقد كان في العراق آنذاك أنَّ يزدجر كسرى فارس يعد جيشًا عظيمًا للقضاء على المسلمين، فأرسل إلى عمر بن الخطاب يخبره بما يبيِّت الفرس لهم، فعندما وصل الخبر إلى الخليفة أعلن النفير العام مباشرةً، وبدأ المسلمون يعدون العدة لحماية أنفسهم من الخطر القريب وحتى يباغتوا الفرس في دارهم قبل خروجهم للقضاء على المسلمين.

اختيار سعد بن أبي وقاص

خرجَ عمر بن الخطاب بعد أن اجتمع بالناس في المدينة المنورة إلى مكان يبعد عن المدينة قرابة ثلاثة أميال باتجاه طريق العراق، والناس كانوا لا يعرفون ماذا يريد أن يصنع الخليفة، وهناك استشار الصحابة في أن يقود الجيش هو بنفسه، ولكنَّ الصحابة أشاروا عليه أن يرسل أحد أصحاب رسول الله ويبقى هو في المدينة، وبعد المشورة وقع الاختيار على سعد بن أبي وقاص.

وصية عمر بن الخطاب للقائد سعد بن أبي وقاص

لقد أوصى الخليفة عمر بن الخطّاب سعد بن أبي وقّاص قبل أن يتوجّه إلى المعركة بالعديد من الأمور، فأوصاه ألا يغترّ بكونه خال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لإنّ النّسب لا ينفع ولا يضر عند الله تعالى، ولا ينفعه إلّا بطاعة الله تعالى والتزام ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه اجتناب ما نهى الله تعالى عنه، ولمّا خرج سعد بن أبي وقاص بالجيش نادى عليه عمر بن الخطاب قائلًا: “إنّ العبد إذا أحبّه النّاس فقد أحبه الله، وإذا أبغضه النّاس فقد أبغضه الله، فلينظر إلى مكانته عند النّاس ليعلم مكانته عند الله”.

أحداث معركة القادسية

في البداية بدأت المفاوضات بين قيادة الجيشين ولكنها لم تنجح، وقد نجح رسل القادة المسلمين في إيصال الدعوة الإسلامية إليهم وتهديدهم وإقامة الحجة عليهم، بعد ذلك عبر رستم النهر العتيق ونزل مقابل جيش المسلمين على شفير النهر، وكان معسكر كل منهما بين الخندق والعتيق، واستعد جيش المسلمين للمعركة، وكان سعد بن أبي وقاص يقود المعركة من قصر بين الصفين، فقد منعته عدد من الجراح في جسده من المشاركة، وبقي يدير المعركة ويشرف عليها وعين خالد بن عرفطة العذري قائدًا للجيش، واعترض بعض الجنود بقيادة أبي محجن الثقفي على قيادة خالد بن عرفطة فاحتجزهم سعد في القصر حتى لا يثيروا الفتن في المعركة.

 

نتائج معركة القادسية

استطاع المسلمون أن يحققوا نصرًا كبيرًا على جيش الفرس في معركة القادسية وقتل قائد الفرس رستم، وحققت المعركة العديد من النتائج العظيمة وفيما يأتي أهم نتائج معركة القادسية:

  • حدَّدت تلك المعركة مصير منطقة العراق وأحوال الدعوة الإسلامية في داخله، فأصبحت المنطقة بشكل مباشر تحت سلطة دولة الخلافة، مما ساهم في نشر الدعوة الإسلامية فيه.
  • دخل في الإسلام ما يُقارب 4000 شخص من جيش رستم الفارسي بعد انتهاء المعركة فورًا، بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية المستقرة على ضفاف الفرات.
  • يُعدُّ انتصار جيش المسلمين في معركة القادسية بداية كبيرة لانتصارات المسلمين في المنطقة لاحقًا، ومن أهم هذه الانتصارات والمعارك: فتح المدائن الذي وقع في العام السادس الهجري، وفتح حلوان الذي وقع في ذات السنة، ووقوع معركة جلولاء.
  • أخذ المسلمون الكثير من الغنائم في معركة القادسية، ومنها أهم تلك الغنائم: راية فارس الكبرى، والتي كانت معروفة باسم درفش كابيان، وهي مصنوعة من جلد النمر ويبلغ طولها اثني عشر ذراع، أما عرضها فثمانية أذرع، ومُرصعة بالياقوت واللؤلؤ.

 

أهمية معركة القادسية

كانت معركة القادسية معركة حاسمة وعظيمة في تاريخ العالم الإسلامي، فقد واجه فيها المسلمون قوة أجنبية كبيرة، وقد تمثّلت أهميّتها في العديد من النقاط وهي فيما يأتي:

  • تدهور الحالة النفسية للفرس والدّخول إلى أراضي الحدود العراقيّة، والتي كانت تشكّل خطّ الدّفاع الأوّل لإمبراطورية الفرس.
  • التخطيط الدّقيق والمحكم للمسلمين في معركة القادسية، والذي عبر عن القوّة العسكريّة للمسلمين في التخطيط والتنفيذ، وأنّ النّصر لم يأتِ من شجاعتهم وحسب.
  • إظهار النّبوغ العسكري عند الخليفة عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه.
  • مهدت انهزام الفُرس بالكامل، وزوال دولتهم إلى الأبد.

في نهاية مقال يحمل عنوان من هو قائد المسلمين في معركة القادسية عرفنا من هو قائد المسلمين في معركة القادسية وكانت مع من في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وهي إحدى معارك المسلمين ضد الفرس والتي كانت أهم المعارك لفتح العراق والقضاء على الإمبراطورية الفارسية لاحقًا.

المراجع

معركة القادسية
معركة القادسية ملحمة رمضانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى