قصص إسلامية

وصايا لقمان الحكيم لابنه

تعتبر وصايا لقمان الحكيم من أفضل المناهج التي نتعلم من خلالها أصول الدين والعقيدة والصلاة وغيرها من الوصايا وفي مقالنا اليوم عبر موقعي سوف نتعرف على وصايا لقمان الحكيم لابنه.

وصايا لقمان الحكيم لابنه

وصايا لقمان الحكيم عبارة عن مجموعة من النصائح في أكثر من جانب من حياتنا، التربوي والديني والاجتماعي والأخلاقي، اختلفت الروايات والمفسرين حول من هو سيدنا لقمان،

فقيل إنه يرجع نسبه إلى سيدنا أيوب، ورواية أخرى تقول إنه رجل حكيم صالح من النوبة، وأخرى تقول إنه كان قاضيًا من بني إسرائيل.

لقد كرم الله سيدنا لقمان التقي الحكيم، واختصه بسورة في القرآن تحمل اسمه، وتتجلى فيها أسمى الوصايا التي من شأنها إصلاح حياتنا واستقامتها،

يعلم سيدنا لقمان ابنه أصول الشريعة والإيمان والجانب الاجتماعي من خلال تلك الوصايا، وجاءت تلك الوصايا كالآتي:

التوحيد بالله والحذر من الشرك به: قال تعالى {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، حذر سيدنا لقمان ابنه من عبادة غير الله وذلك لما للشرك من عاقبة عظيمة.

بر الوالدين والإحسان إليهم: أوصى لقمان بالمعاملة الحسنة للوالدين وطاعتهما، وأوجب ذكر فضلهم وصحبتهما بالمعروف، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.

حفظ حدود الله: يوصي سيدنا لقمان ابنه بالخوف من الله، وأن الله يعلم بصغائر الأمور ويجازي عليها، قال تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ ۚ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}.

إقامة الصلاة: إتمام الصلاة بكامل شروطها وأركانها، والخشوع فيها، قال تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ}.

التعامل مع الناس بحكمة: يوصي سيدنا لقمان ابنه بالتحلي بصفات المؤمنين، مثل: الأمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر،

كما أنه يحثه على الصبر على أذى الناس، قال تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.

النهي عن الغرور والتكبر: حذر سيدنا لقمان ابنه من التعامل مع الناس بتعالٍ وكبرياء، قال تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.

التواضع والتحلي بآداب الحديث: وصى سيدنا لقمان ابنه بالتحلي بالتواضع والمشي باعتدال لا يسرع ولا يبطئ في مشيته،

وألا يرفع صوته في أي مجلس، فكلما زاد علو الصوت زاد النفور منه، وأن الصوت العالي مكروه كصوت الحمير، قال تعالى: {وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.

 

تلخيص وصايا لقمان

وصايا لقمان الحكيم تحتاج إلى أكثر من مقال لتفصيلها وشرحها، ولكن سوف نستعرض تلخيص مجمل لتلك الوصايا في شكل مجموعة من النقاط الهامة، وهي:

  • التوحيد بالله وعدم الشرك به.
  • بر الوالدين وصحبتهما بالمعروف، والحرص في طاعتهما في أمور يحبها الله، واجتناب طاعتهما في الشرك به.
  • الصبر على البلاء، والتعامل مع الناس بالمعروف والرحمة، والتحلي بالعزيمة.
  • الابتعاد عن الغرور والاتسام بالتواضع.
  • الاعتدال في المشي، والتأدب عند الحديث، وذلك بانخفاض الصوت.
  • المساهمة في إصلاح المجتمع، وذلك من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • أداء الصلاة في أوقاتها، والحرص على الخشوع فيها وأداء أركانها كلها على أفضل وجه.
  • الخوف من ظلم العباد واتقاء الله، لأن الله يحاسب حتى على أصغر الأمور، وإن كانت في حجم حبة من خردل.
  • التحلي بالشجاعة والكرم والحلم.
  • التذكير دائمًا بأننا خُلقنا لعبادة الله، وأن نجعل همنا الأول هو الآخرة.

 

كيفية الاستفادة من وصايا لقمان الحكيم في سلوكنا اليومي

من مميزات وصايا سيدنا لقمان هي أنها يمكن تطبيقها في أي زمان، بل نحن من يحتاجها بشدة في زمننا هذا، ولا بد أن نرسخ في أولادنا منذ طفولتهم تلك التعاليم والوصايا، ومن أهم الطرق التي يمكن من خلالها تطبيق الوصايا:

  • غرس حب الله في قلوبنا وعبادته وحده، والخوف منه سرًا وعلانية، ومراقبته في صغير أمورنا وكبيرها.
  • بر وطاعة الوالدين والإحسان لهما وذكر فضلهم علينا.
  • التحلي بالصبر واللين في التعامل مع الناس، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
  • الابتعاد عن مظاهر التكبر والغرور، والاتصاف بالتواضع والبسطة في المشي والحكمة وانخفاض الصوت عند الحديث.
  • العمل الصالح من أجل الآخرة والتمسك بالدين، وألا نهتم فقط بالأمور الدنيوية.

يقدم سيدنا لقمان بعض النصائح والوصايا لابنه، والتي من شأنها أن تنفعه في حياته مع زوجته، ومن أهمها:

  • الزواج من امرأة حرة: “يا بني لا تتزوج بأمة فيباع ولدك بين يديك وهو فعلك بنفسك”، وقال أيضًا: “يا بني لا تطأ أمتك ولو أعجبتك وانه نفسك عنها وزوجها”.
  • أن يحسن اختيار زوجته: “يا بني لو كانت النساء تذاق كما تذاق الخمر ما تزوج رجل امرأة سوء أبدًا”.
  • التعامل بحذر معها: “يا بني لا تفشين سرك إلى امرأتك ولا تجعل مجلسك على باب دارك.

 

سيدنا لقمان رجل صالح تقي، تذهب بعض الروايات إلى أنه تعلم حكمته على يد سيدنا داوود، ويقال أيضًا أنه خُير بين الحكمة والنبوة واختار الحكمة،

مهما اختلفت الأقاويل نتفق على أن وصايا لقمان الحكيم قد تعيد ميزان التربية والأبوة، كما أنها قد تساعد على إصلاح المجتمع والعقيدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى